للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: المراد أنه يعصمه من القتل وأما دون ذلك من أنواع الأذى فذلك مما ناله عليه الصلاة والسلام؛ ليكون قدوة وأسوة لأمته.

وفيه التنبيه على أنه يجب عليه أن يتحمل كل ما دون النفس من أنواع البلاء، وقيل: إن الآية نزلت بعد يوم أحد (١).

وقد أعيد افتتاح الخطاب لنبينا صلى الله عليه وسلم بوصف الرسول إشعارا بمنتهى شرفه، ولهذا الوصف في هذا الخطاب الثاني موقع زائد على موقعه في الخطاب الأول (٢)، فكما ثبت جنانه بالخطاب الأول أن لا يهتم بمكائد أعدائه ومسارعتهم في الكفر وإعراضهم عنه، حذر بالخطاب الثاني من ملاينتهم في إبلاغهم قوارع القرآن وأحكامه وشرائعه، خشية إعراضهم أو أذاهم (٣).

وهنا ذكر بعض الباحثين: أنه يتجه النداء في القرآن الكريم إلى رسولنا عليه الصلاة والسلام بصيغة (يا أيها الرسول) حينما يكون الحديث عن رسالته العامة، أو عما يعترضها من معوقات،


(١) وهو قوله: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر الآية ٤١
(٢) ينظر: الكشاف ١/ ٦٣١، التفسير الكبير ١٢/ ٥٣، تفسير التحرير والتنوير ٦/ ٢٦٣.
(٣) ينظر: تفسير التحرير والتنوير ٦/ ٢٥٧