للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلم، وهذا القول هو مقتضى كمال التوحيد، وهو كفاية الله له ولهم، كما قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (١)، فالحسبلة مقتضى التوكل، وإنما يكون التوكل على الله وحده، كما قال لنبيه: {قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} (٢) أي: عليه وحده، بدلالة تقديم الظرف، ومثله في هذا الحصر آيات كثيرة (٣).

الثاني: أن المعنى: حسبك الله، وحسبك من اتبعك من المؤمنين، فإن الله ينصرك بهم، وهذا قول مرجوح لما سبق.

٢ - قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} (٤).

تكرر النداء مرة أخرى لنبينا صلى الله عليه وسلم على هذا الوجه؛ تكريما له ورفعة لقدره، وللتنويه بشأن الكلام الوارد بعد


(١) سورة آل عمران الآية ١٧٣
(٢) سورة الزمر الآية ٣٨
(٣) ينظر: تفسير المنار ١٠/ ٧٤.
(٤) سورة الأنفال الآية ٦٥