للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم نسخ هذا الأمر في الآية بالآية التي بعدها، قال تعالى: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (١).

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} (٢) شق ذلك على المسلمين، حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة، فجاء التخفيف، فقال: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} (٣) قال: " فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم ".

٣ - قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٤).

هذه الآية والتي تليها: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٥) متممتان للكلام في أسرى بدر، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يرغبهم في الإسلام وبيان ما فيه من خيري الدنيا والآخرة، وبتهديدهم وإنذارهم عقاب بقائهم على الكفر وخيانته صلى الله عليه وسلم، ويتضمن


(١) سورة الأنفال الآية ٦٦
(٢) سورة الأنفال الآية ٦٥
(٣) سورة الأنفال الآية ٦٦
(٤) سورة الأنفال الآية ٧٠
(٥) سورة الأنفال الآية ٧١