للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (١).

في هذه الآية يأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار والمنافقين مع الغلظة والشدة عليهم وعدم اللين معهم، وسبب أمره صلى الله عليه وسلم بهذا لأنه جبل على الرحمة والرأفة بالأمة، فأمر بأن يتخلى عن جبلته في حق الكفار والمنافقين، وأن لا يغضي عنهم ويتسامح معهم كما كان شأنه من قبل، وجمع في الآية جهاد هاتين الفئتين لإلقاء الرعب في قلوبهم، فإن كل واحد منهم يخشى أن يظهر أمره فيعامل معاملة الكفار والمحاربين، فيكون ذلك قاطعا لدابرهم ومستأصلا لشوكتهم (٢).

أما جهاد الكفار فظاهر، وأما جهاد المنافقين فمختلف في المراد به، لأنهم غير مظهرين للكفر بل ظاهرهم الإسلام، وهم مع المسلمين في غالب أحوالهم، قال ابن عباس: " أمره الله بجهاد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان، وأذهب الرفق عنهم " (٣).


(١) سورة التوبة الآية ٧٣
(٢) ينظر: تفسير التحرير والتنوير ١٠/ ٢٦٦، ٢٦٧.
(٣) رواه الطبري في تفسيره ١٠/ ١٢٦.