للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دوري وعلى فراشي، قال: ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها؟ قالت: بلى، فحرمها وقال: لا تذكري ذلك لأحد، فذكرته لعائشة فأظهره الله عز وجل عليه، فأنزل الله: الآيات كلها، فبلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كفر يمينه وأصاب جاريته (٢)».

ثالثا: أنها نزلت في الواهبة التي جاءت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني وهبت لك نفسي، فلم يقبلها، روي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما (٣)، قال ابن العربي: " أما من روى أن الآية نزلت في الموهوبة فهو ضعيف في السند وضعيف في المعنى، أما ضعفه في السند فلعدم عدالة رواته، وأما ضعفه في معناه؛ فلأن رد النبي صلى الله عليه وسلم للموهوبة ليس تحريما لها، لأن من رد ما وهب له لم يحرم عليه، وإنما حقيقة التحريم بعد التحليل ".


(١) رواه الطبري في تفسيره ٢٨/ ١٠٢، وقال ابن كثير في تفسيره ٤/ ٣٨٦ بعد أن ذكر له طريقا آخر: " هذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة "، وقال عنه الحافظ في الفتح ٨/ ٦٥٧، بعد أن ذكر بعض طرقه: " وهذه طرق يقوي بعضها بعضا "، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ١٢٦: " رواه البزار بإسنادين، والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح، غير مبشر بن آدم وهو ثقة ".
(٢) سورة التحريم الآية ١ (١) {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}
(٣) ذكره السيوطي في لباب النقول ٢١٨، والدر المنثور ٨/ ٢١٧، وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه عنه.