للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ ابن حجر - بعد أن ذكر قصتي العسل ومارية -:

" فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا " (١)، وقال الشوكاني: " فهذان سببان صحيحان لنزول الآية، والجمع ممكن بوقوع القصتين، قصة العسل وقصة مارية، وأن القرآن نزل بهما جميعا، وفي كل واحد منهما أنه أسر الحديث إلى بعض أزواجه " (٢)، فافتتاح السورة بنداء النبي صلى الله عليه وسلم تنبيه على أن ما سيذكر بعده، مما يهتم به النبي صلى الله عليه وسلم والأمة؛ لما اشتمل عليه من بيان الأمور وذكر الأحكام والتوجيهات المناسبة لها، ولأن سبب النزول كان مرتبطا به عليه الصلاة والسلام وفي بيته (٣).

وقد أساء الزمخشري الأدب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وزل لسانه بما ينبغي أنه يطهر عنه ويكرم من أعلى الله عز وجل مقامه ورفع من قدره، حيث قال: "وكان هذا زلة منه؛ لأنه ليس لأحد أن يحرم ما أحل الله؛ لأن الله عز وجل إنما أحل ما أحل لحكمة أو مصلحة عرفها في إحلاله، فإذا حرم كان ذلك قلب المصلحة مفسدة {وَاللَّهُ غَفُورٌ} (٤) قد غفر لك ما زللت فيه، {رَحِيمٌ} (٥) قد رحمك فلم يؤاخذك به ".


(١) فتح الباري ١٠/ ٦٥٧.
(٢) فتح القدير ٥/ ٢٥٢، وانظر: جامع البيان ٢٨/ ١٠٢.
(٣) ينظر: تفسير التحرير والتنوير ٢٨/ ٣٤٦.
(٤) سورة التحريم الآية ١
(٥) سورة التحريم الآية ١