للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في النوم، كما يفعل من لا يهمه أمر ولا يعنيه شأن، ثم استشهد على ذلك بأبيات قيلت ذما في جفاة حفاة من الرعاء (١)، كما يقول ابن المنير. ومن اعتبر عادة خطاب الله تعالى له في الإكرام والاحترام فإنه يربأ بمقام النبي صلى الله عليه وسلم عما قاله الزمخشري (٢).

وقال السكوني بعد أن ذكر كلام الزمخشري: " هذا التفسير الذي يليق بعقول المعتزلة في الإلهية والنبوة، ولم يعلم الزمخشري ولا شيعته المعتزلة مقام النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يزمل من أثنى الله عليه وخصصه بالتأهل للرسالة للثقلين الإنس والجن لكسل كما أشار إليه، ولا للاستثقال في النوم، وقول الزمخشري سوء أدب مع النبوة، وبالجملة فهذا كله كلام من خذل الله عقله ".

وقد حاول بعضهم (٣) الدفاع عن الزمخشري وتوجيه عبارته بأن يكون التهجين المذكور محمولا على ما يفهم من معنى الآية من لطيف العتاب الممزوج بالرأفة، ولينشطه ويجعله مستعدا لما


(١) ينظر: الكشاف ٤/ ١٧٤، وتبعه في هذا البيضاوي والشيخ زاده ٤/ ٥٦٢، وأبو السعود في تفسيره ٩/ ٤٩
(٢) ينظر: حاشية الإنصاف على الكشاف ٤/ ١٧٤
(٣) نقل ذلك عنهم في روح المعاني ٢٩/ ١٠١، حاشية الشهاب ٩/ ٣٠٤