للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمر أو النهي أو الاستفهام صادف نفسا مهيأة يقظة مستعدة للقبول والامتثال، كما أنه دليل على اهتمام المتكلم وعنايته بهذا الطلب وحرصه الأكيد على تنفيذه وأدائه.

لذا فقد كثر في القرآن الكريم مصاحبة النداء لهذه الأساليب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (١) وقال تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} (٢) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (٣).

وقد بالغ الكوفيون حين ادعوا أن النداء لا ينفك عن الأمر أو ما جرى مجراه من الطلب والنهي، قالوا: " ولذلك لا يكاد يوجد في كتاب الله تعالى نداء ينفك عن أمر أو نهي، ولهذا لما جاء بعده الخبر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ} (٤) (٥) شفعه الأمر في قوله: {فَاسْتَمِعُوا لَهُ} (٦)

ومما يبطل قولهم كثرة مجيء الخبر مع النداء دون أن يشفعه أمر، كقوله تعالى: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} (٧)، وقوله تعالى:


(١) سورة آل عمران الآية ١٠٢
(٢) سورة المنافقون الآية ٩
(٣) سورة الصف الآية ١٠
(٤) سورة الحج الآية ٧٣
(٥) ينظر: الإنصاف في مسائل الخلاف ١/ ١٠٣
(٦) سورة الحج الآية ٧٣
(٧) سورة مريم الآية ٤٥