للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليها، ويناسب هذا أيضا ما ذكر في سورة الأحزاب من أركان رسالته وبعض صفاته التي تناسب هذا المقام العظيم، أعني: مقام النبوة وإبلاغ الرسالة.

أما قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (١) فمناسب غاية المناسبة لما بعده من الحث على الجهاد في سبيل الله وذكر بعض أحكامه، مهد لقبولها وامتثالها التأكيد على أن الله ذكر بعض أحكامه، مهد لقبولها وامتثالها التأكيد على أن الله كاف وحافظ وناصر رسوله صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنين، وهذا مما يسبغ عليهم الثقة بموعود الله، والطمأنينة بنصره إياهم على أعدائهم. أما الآيتان اللتان تضمنتا ذكر بعض أحكام النساء، سواء ما يختص به عليه الصلاة والسلام كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} (٢) أو ما يشترك معه أفراد أمته كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} (٣) فقد تضمنتا بعض أحكام هذه الشريعة السماوية التي أمر بتبليغها ودعوة الناس إليها.


(١) سورة الأنفال الآية ٦٤
(٢) سورة الأحزاب الآية ٥٠
(٣) سورة الطلاق الآية ١