المعتمر، ومسعر بن كدام وكان أوعى هؤلاء حماد بن أبي سليمان.
ثم حمل الفقه عن هؤلاء، أبو حنيفة وسفيان الثوري ومحمد بن أبي ليلى، وعبد الله بن شبرمة والحسن بن صالح بن حي وغيرهم وبذلك نرى أن فقه أبي حنيفة -بل فقه العراق جملة- يعود في أصوله إلى فقه عبد الله بن مسعود، فهو العميد الأول للمدرسة، وغارس البذور الأولى فيها، وحتى إذا ما فارق أبو حنيفة عبد الله بن مسعود في الاجتهاد فما هي بالمفارقة البعيدة، المبعدة لأبي حنيفة عن الخط الذي رسمه عبد الله بن مسعود.
وأرجو الله تعالى أن يمد في أجلي حتى أحقق الصلة بين فقه أبي حنيفة وفقه عبد الله بن مسعود، بعد أن بقي علي من سلسلتهما حلقتان هما: فقه علقمة بن قيس، وفقه حماد بن أبي سليمان بعد أن جمعت فقههما عندي.
رحم الله عبد الله بن مسعود، لقد أنشأ جيلا من الفقهاء تمتلئ بهم العين، وتقر بهم النفس.