للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال برائجس (١): لقد أشاع الباب العالي أنه- أي سعود بن عبد العزيز - نهى الناس عن زيارة المدينة، إلا أن هذا ليس بصحيح، فإنه نهى فقط عن ارتكاب الأعمال الشركية عند الروضة المطهرة، كما نهى عنها عند قبور الأولياء. . . بعض الجهال يرونهم- أي الوهابيين- كفارا، وقد اعتمد الأتراك على الشائعات التي روجها الأشراف، إلا أن الحقيقة أنهم متبعون تماما للقرآن والسنة، وكانت حركتهم تطهيرية خالصة في الإسلام "، وقال أيضا ردا على أحد الفرنسيين وقد ألف كتابا سنة ١٨٠٨ هـ ادعى بأنه سمع من مقرب من سعود أن سعود ألغى الحج، فرد عليه برائجس: " يجب على الفرنسي الأحمق الذي ذكر نسخ الحج أن يعرف أن سعود نهى عن التقاليد القبيحة في الحج، وأن أول عمل عمله بعد دخول مكة هو الطواف والعمرة ".

فكما أن هذا هو حال أعداء الدعوة في شبهاتهم فإن حالهم كذلك في قتالهم، ولا أدل على ذلك مما ذكره الجبرتي بعد هزائم المصريين والأتراك أول الأمر في الجزيرة العربية، حيث قال نقلا عن بعض من حضر الحرب: " ولقد قال لي بعض أكابرهم- في جيش محمد علي - من الذين يدعون الصلاح: أين لنا بالنصر؟! وأكثر عساكرنا على غير الملة، وفيهم من لا يتدين بدين، ولا


(١) أحد الغربيين الذين زاروا الشرق، وكان في البصرة سنة ١٧٨٤ م، وله كتابه: تاريخ موجز للوهابيين