للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيضا: " وأما التكفير، فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفر، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك " (١).

وقال عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مدافعا عن مذهبه وردا على ما قاله له: " إنك ضللت وكفرت من خالف مذهبك في الصفات " فقال: " إن الأمة اختلفوا في هذه المسائل اختلافا كثيرا، ولم يكفر بعضهم بعضا؛ وإنما يكفرون من خالف نص كتاب أو سنة، وقامت عليه الحجة، واعتقد أن الحق خلاف ذلك.

وأما نحن فلم نكفر أحدا بهذه الأمور، وإنما كفرنا من أشرك بالله وعبد معه غيره، وقامت عليه الحجة، واستهزأ بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أو شيء منه، أو كرهه وأبغضه، والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة، كقوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} (٢)


(١) رسالة محمد بن عبد الوهاب إلى من يصل إليه من المسلمين ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية ١/ ٥١
(٢) سورة المائدة الآية ٧٢