وسبب وصفهم بذلك أن القواسم في ساحل رأس الخيمة والشارقة يغيرون على السفن البريطانية وعملائها في مسقط، وينهبونها، ويتم ذلك بتشجيع الأمراء السعوديين في نجد " الوهابيين " وترسل إليهم الخمس من المغنم.
إن من العجب وصف الوهابيين بذلك، فالمستعمر يصف غيره بالقرصان، وينسى نفسه!.
كما أن قرصنة الإنجليز في بحار العرب سابقة لظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب حيث ظهرت في البحر الأحمر سنة (١٩٦٦م) خمس سفن بريطانية وسفينتان أخريان على كل واحدة أربعة عشر مدفعا، ومن البحارة مائة وخمسون، وأخذت تنهب السفن في البحر الأحمر والبحر العربي والخليج العربي (١)، ولم تحرك بريطانيا ساكنا.
فهذه القرصنة التي تفتك بسفن الحجاج وغيرهم مسكوت عنها، ودفاع صاحب الأرض ضد المستعمر قرصنة يجب إنهاؤها!.
إن الحقيقة التي لا يجادل فيها هي: أن مرور السفن البريطانية سواء شركة الهند البريطانية، أو غيرها في الخليج إنما كان لأعمال استعمارية خالصة، وهم لا يتناهون عن الاستيلاء ليس على السفن فحسب بل حتى على الأراضي إذا ما وجدوا فيها
(١) (الخليج العربي) السير أرنولد ويلسون ص ٣٢٢، ترجمة عبد القادر يوسف، مكتبة الأمل، الكويت