للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضالتهم الاستعمارية رغم أنف أهلها كما هو معلوم بالضرورة عن الإنجليز، فقد استعمروا آنذاك دولا وأراضي لا حصر لها، كما أن مرورهم في الخليج إنما كان لعبور السفن بين مستعمراتهم العربية في العراق ومستعمراتهم الهندية، التي تديرها شركة الهند الشرقية.

ولقد " تحولت سياسة شركة الهند الشرقية إلى امتلاك الأراضي وفرض السيادة الإنجليزية عليها من أواخر القرن السابع عشر. . . واستطاع الإنجليز في مدة قصيرة بين سنة ١٧٥٠، وسنة ١٨١٨ فرض سيادتهم على أغلب أراضي الهند ".

وهل يتوقع الإنجليز أن تبحر سفنهم بأمان وهم بهذه المثابة، بالإضافة إلى تدخلهم في شئون بلاد الخليج حيث كانوا يحرضون حليفهم سلطان عمان على مهاجمة حلفاء الدولة السعودية، فلما لم يستطع على ذلك، بل أصبح حليفا للسعوديين يدفع الزكاة لهم (١)، حاصرت بريطانيا جزيرة كشم التابعة للقواسم سنة ١٨٠٥ م، منتحلة أوهى الأسباب، وأجبرتهم على اتفاقية مجحفة سنة ١٨٠٦ م، ثم هاجموا رأس الخيمة في السنة نفسها (٢).

كما أبرموا معاهدة استعمارية أملوها على أمير رأس الخيمة


(١) تاريخ ابن بشر، حوادث سنة ١٢٢٣ هـ، ص ١٩١
(٢) قراءة جديدة لسياسة محمد باشا التوسعية، سليمان بن محمد الغنام ص ٣٥، نشر شركة تهامة، جدة ١٤٠٢ هـ