إن مما يؤلم جدا رؤية إهمال هذا العالم الجليل، لأن المستشرقين لم يهتموا بشأنه ولا اهتم به قومه. لو كان الجلدكي من علماء العرب لرأيت التقدير الفائق النظير، ولرأيت اسمه منتشرا بين الناس، كي تأخذ منه الأجيال حافزا لطلب العلم، ويقتدوا بسيرته وطريقته في البحث. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: أليس عيبا فاضحا أن يعرف شباب أمتنا العربية والإسلامية عن بطليموس وكبلر ونيوتن وانشتاين، ويجهلوا تماما كل شيء عن عز الدين أيدمر الجلدكي؟
لا مانع بالطبع أن نعرف عن علماء الغرب الكثير، ولكن أليس من الطبيعي أن يحفظ لكل عالم قدره، دون أن يكون ذلك على حساب علماء أمة الإسلام؟ إن الوقت قد حان لنبدأ بدراسة تاريخ العلوم، ونضع علماء العرب والمسلمين في الموضع اللائق بهم بين علماء العالم. .