للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دقيقة وكل دقيقة تقسم إلى (٦٠) ثانية. وإذا وصلنا بين نقطة تقسيم دائرة الاستواء وبين القطبين الأرضيين فإننا نحصل على أنصاف دوائر عظمى متعامدة على دائرة الاستواء، وتسمى هذه الدوائر بخطوط الزوال (١) ومن الممكن ترقيم هذه الدوائر حتى نميزها بترقيمها عن بعضها البعض، ولقد اعتبر خط الصفر، هو خط الزوال المار بمرصد جرينتش في إنجلترا، ثم استمر الترقيم شرقا وغربا بالنسبة إلى هذا الخط من صفر إلى ١٨٠ درجة.

وإذا أخذنا أية دائرة من دوائر خطوط الطول، نجد أنها أنصاف دوائر عظمي، وأن خط الاستواء يقسمها إلى نصفين متساويين، كل قسم منها يحصر زاوية قدرها (٩٠) درجة عند مركز الكرة الأرضية. وتسمى بأرباع الدوائر العظمى، ويبدأ تقسيم هذه الأرباع من عند دائرة الاستواء بالمقدار (صفر) درجة ثم ينتهي عند القطب الأرضي بالمقدار (٩٠) درجة شمالا وجنوبا.

وإذا رسمنا من عند نقط تقسيم هذه الأرباع مستويات عمودية على محور دوران الأرض- أي أنها تكون موازية لمستوى دائرة الاستواء- فان هذه المستويات تقابل سطح الكرة الأرضية في دوائر متوازية مع بعضها ومع دائرة الاستواء ولكنها ليست دوائر عظمى. وتسمى هذه الدوائر بالمتوازيات أو دوائر خطوط العرض الأرضية - ويكون خط الاستواء هو خط العرض صفر، والقطب هو خط العرض (٩٠) درجة شمالا أو جنوبا. كما يسمى خط الطول المار بجرينتش بخط الأساس لخطوط الطول.

ويلاحظ أن أقطار دوائر خطوط العرض تقل كلما ابتعدنا عن دائرة الاستواء الأرضي حتى تصل إلى الصفر عند القطبين.

لو تصورنا وجود خطوط الطول وخطوط العرض السابقة ذكرها على سطح الكرة الأرضية فإننا عند ذلك نستطيع أن نرسم حدود القارات والبحار والأنهار والدول عليها، وأن نعين كل بلد من البلاد أو مكان من الأمكنة بخطي الطول والعرض المارين بها. ولو أن هذه الخطوط وهمية إلا أننا نستطيع بطريق الرصد الفلكي أن نعين مقدارها في أي موضع من سطح الكرة الأرضية بالدقائق أو الثواني أو حتى بأجزاء الثواني حسب المطلوب. ومن ذلك نجد أنه يمكننا الربط الكامل بين الحدود بأي شكل منها وبين خطوط الطول والعرض الأرضية.

ولقد سبق أن ذكرنا أن سطح الأرض كروي وبذلك تكون هذه الخطوط أيضا أقواسا من دوائر وليست خطوط مستقيمة، بينما الخرائط المطلوب الرسم عليها هي أوراق متساوية وهنا يتدخل علم إسقاط الخرائط.


(١) خطوط الزوال هي خطوط الطول في الاصطلاح الجغرافي.