للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتظاهر بالتقوى والصلاح وادعاء المداواة والعلاج بالقرآن ثم يتضح غير ذلك من أعمال سحرية أو شركية أو شعوذة أو نحوا من ذلك، ما رأي سماحتكم في هذا وكيف يتجنب الناس الوقوع في أيدي مثل هؤلاء؟

ج: العلاج بالقرآن والرقى والأدعية الشرعية أمر مشروع لا شك فيه، وإذا ما استعمل استعمالا شرعيا وقويت الأسباب وضعفت أو انتفت الموانع فإنه بإذن الله مؤثر نافع وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رقى ورقي وأمر بالاسترقاء لأبناء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه. وصح أيضا أن أبا سعيد الخدري رقى سيد قوم لدغته عقرب بالفاتحة فشفاه الله، وكان قد اشتكى عليه، فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وما يدريك أنها رقية؟ قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهما (١)» وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري. والله سبحانه وتعالى يقول: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (٢)، ويقول سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} (٣)، هذا أمر لا شك فيه، لكن الرقى قد ضبطها العلماء بضوابط باستقرائهم للنصوص فمن الضوابط:

١ - أن تكون من القرآن أو السنة أو الأدعية الصحيحة التي لا تخالف الشرع.

٢ - أن تكون باللغة العربية، وهذا الضابط أطلقه البعض والبعض


(١) صحيح البخاري الإجارة (٢٢٧٦)، صحيح مسلم السلام (٢٢٠١)، سنن الترمذي الطب (٢٠٦٣)، سنن أبو داود البيوع (٣٤١٨)، سنن ابن ماجه التجارات (٢١٥٦)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٥٠).
(٢) سورة الإسراء الآية ٨٢
(٣) سورة فصلت الآية ٤٤