للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمور بأن يحذروا من ذلك وأن يبذلوا قصارى جهدهم مع أبنائهم ومن تحت أيديهم ليقوموا بحقوق الله، وخصوصا الصلاة فإن أمرها عظيم، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ} (١).

وإنما يكون ذلك بأن يقوم المرء بطاعة الله سبحانه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وكذلك يقوم على أهله وأبنائه بذلك، ومن أهم الأمور أمر الصلاة، وكذلك أيضا قد جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته (٢)». . . الحديث. فالأمر عظيم جدا، ولا بد من الوقفة الصادقة مع أنفسنا فإن التفريط قد كثر في الأزمان المتأخرة، وقلت المبالاة بشأن الصلاة فمن الناس من يتهاون بأدائها جماعة مع المصلين، ومنهم من لا يؤديها إلا بعد خروج وقتها، والله يقول: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (٣)، ومنهم من تساهل بها حتى لا يكاد يرى يصليها، والرسول صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه أنه قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» فالمسألة عظيمة جدا، وعلى كل واحد منا أن يتفقد نفسه وأهله وأبناءه ومن تحت يده نسأل الله الهداية للجميع.


(١) سورة التحريم الآية ٦
(٢) صحيح البخاري الجمعة (٨٩٣)، صحيح مسلم الإمارة (١٨٢٩)، سنن الترمذي الجهاد (١٧٠٥)، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (٢٩٢٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٢١).
(٣) سورة مريم الآية ٥٩