ففي الأثر الأول ينكر عمر رضي الله عنه ترك العمل، ويأمر بفعل الأسباب. وفي الأثر الثاني تخبر عائشة رضي الله عنها أن الصحابة رضي الله عنهم يرون العمل، ويعملون بأنفسهم، وليست الأعمال السهلة وإنما تلك التي تعرق لها الأبدان، فتثور منها الرائحة لقوة العمل.
٣ - ومن آثار السلف الكثيرة الداعية إلى العمل نكتفي بأثر الإمام أحمد وابن عيينة حول وجوب العمل، قال الخلال: أخبرني محمد بن علي حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل أنه سأله أباه رحمه الله عن التوكل، فقال: "التوكل حسن، ولكن ينبغي للرجل أن لا يكون عيالا على الناس، ينبغي أن يعمل حتى يغني نفسه وعياله، ولا يترك العمل" قال: وسئل أبي رحمه الله وأنا أشاهد عن قوم لا يعملون، ويقولون: نحن متوكلون. فقال: "هؤلاء مبتدعة" وروى أبو بكر المروزي قال لأبي عبد الله رحمه الله: إن ابن عيينة كان يقول: "هم مبتدعة" فقال أبو عبد الله - أحمد بن حنبل -: "هؤلاء قوم سوء يريدون تعطيل الدنيا".
(١) أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب البيوع) باب (١٥) كسب الرجل وعمله بيده (٣/ ٨).