للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقولها: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (١)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول. وخير الصدقة عن ظهر غنى (٢)». . فالحديث دعوة وحث على العمل على اختلاف أنواعه وأهدافه، فلا قوة إلا بعمل.

هذا طرف من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعية إلى العمل، وطلب الرزق، والاستغناء عن الناس. وقد ثبت أن جميع الأنبياء كان لهم حرف.

أما من الآثار فهناك آثار كثيرة جدا تحض على العمل، وممارسة الحياة، وتنهى عن الكسل والاعتماد على الآخرين، نذكر طرفا يسيرا منها:

١ - روى معاوية بن قرة "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقي ناسا من أهل اليمن فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال: بل أنتم المتأكلون، إنما المتوكل الذي يلقي حبه في الأرض ويتوكل على الله" (٣).

٢ - حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم، وكان يكون لهم


(١) سورة القصص الآية ٢٦
(٢) فتح الباري شرح صحيح البخاري (٣/ ٢٩٤)
(٣) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (١/ ١٠٦ / ٢)، ونقله ابن رجب في جامع العلوم والحكم (٤١٤).