للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لدحر العدو وإذلاله، وحفظ ديار المسلمين وإعلاء كلمتهم. وهو عمل مستمر لا يتوقف أبدا، لضمان القدرة القتالية المستمرة، وإعداد الجيل بعد الجيل، ولذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ترك الإعداد المستمر، كما جاء في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من علم الرمي ثم تركه فليس منا، أو قد عصى (١)». .

٥ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز (٢)»

وجه الاستدلال من الحديث: في هذا الحديث حث عظيم على قوة المؤمن في كل شيء، فالقوة في الحديث مطلقة فتشمل قوة الإيمان، والعمل الصالح على اختلافه، وقوة البدن وقوة المال، وسائر القوى. فهذا المؤمن القوي ينتج عنه خير كثير في كل الميادين، والمؤمن الضعيف لا ينتج عنه شيء إلا الضعف والقلة، ولا تقوم به دنيا ولا دين. وفيما يقص الله تعالى علينا أن بنت شعيب عليه السلام رغبت أباها في موسى عليه السلام


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الإمارة) باب (٥٢) فضل الرمي والحث عليه، وذم من علمه ثم نسيه (٣/ ١٥٢٢)
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب القدر) باب (٨١) في الأمر بالقوة وترك العجز، والاستعانة بالله، وتفويض المقادير له (٤/ ٢٠٥٢) والإمام أحمد في مسنده ٢/ ٣٦٦، وابن ماجة ١١/ ٣٠، وغيرهم.