وإن من أنصع الأمثلة والأدلة على ذلك ما تفعله كثير من الخادمات غير المسلمات من أفعال شنيعة منكرة في بيوت من يخدمونهم ويربون أطفالهم، حوادث فظيعة تهز الجبال، تطالعنا ليل نهار، وما لا يعلم أعظم وأشنع. ومن أمثلة ذلك كذلك ما يروج له وينشره بعض المتمكنين من العاملين التابعين لهذه المنظمات، من دعوة إلى التحلل والفجور، بل وإلى إظهار دينهم والدعوة إليه. وإن مما يراه الجميع ما يرسمه أولئك العمال الكفار من رسوم صليبية وإلحادية على ما ينتجونه للمسلمين من أعمال، كالسجاد، والأثاث، والمباني. وهذا خلل في الدين ينتج عن ترك العمل عند المسلمين.
٢ - هيمنة أعداء المسلمين: إذا لم يعمل المسلمون ويملكوا الآلات والمعدات على اختلاف أنواعها اللازمة لميادين الحياة كافة، فسيطلبونها من أعدائهم، وأعداؤهم لن يوافقوا على إمدادهم بكل ما يطلبون، وما يوافقون عليه سيكون بشروط مذلة مخزية. فلن يسمح العدو إلا بآلات دون آلات. فمثلا الآلات الضخمة المتطورة التي تنتج الآلات لن يسمحوا بها بحال، ولن يبوحوا بسر تصنيعها، لكي يبقى المسلمون في حاجة مستمرة لهم، وليضمنوا استمرارية استهلاك ما تنتجه مصانعهم من آلات ومعدات، ولكي تتم الهيمنة على المسلمين فيما ينتجون ويستهلكون. وإن مما يشاهده الناس اليوم ويعرفه الجميع أن الكفار يحجبون عن المسلمين سر أي تصنيع غير استهلاكي، فضلا عن إمدادهم به، أو بما يلزم له، فلا يأذنون للمسلمين إلا بآلات