استهلاكية تروج مصانعهم وتجارتهم، أو بما يصون تلك الآلات، لكي تستمر عملية الاستغلال والاحتكار والهيمنة. ولا ذنب للكفار في ذلك، وإنما الذنب على المسلمين الذين تركوا العمل، وأخلدوا إلى أعدائهم.
٣ - شيوع الجريمة في المسلمين: للجريمة أسباب متعددة، منها الفراغ، ومنها الحاجة، ومنها حب الانتقام، ومنها غير ذلك، وإذا لم يعمل المسلمون فسيتيه شبابهم في فراغ قاتل يتولد عنه التفكير في كل جريمة، وخاصة إذا احتاج الشباب في عصر هيمنة الإعلام العالمي الداعي إلى كل جريمة وفجور، والقاضي على كل فضيلة. هذا من جانب المسلمين. أما من جانب العمالة الكافرة على اختلاف اعتقاداتها، ومذاهبها، فإنها تحمل معها كل وسائل ومغريات الجريمة، من السرقات، والسحر، والزنا، واللواط، وغيره، مما اعتادوه في بلادهم. وبدافع من حب الانتقام ممن قد يوغر صدورهم من المسلمين، أو بدافع من الطمع في المال، أو غيره، يرتكبون في حقه أبشع الجرائم. وهذه من مفاسد ترك العمل العظيمة.
٤ - ضعف اقتصاد المسلمين: يصيب اقتصاد المسلمين الضعف الشديد بترك المسلمين العمل من جانبين:
الجانب الأول: تعطيل إنتاجية الفرد المسلم: وذلك أن الفرد المسلم يحتاج إلى نفقات معيشية، وصحية، واجتماعية، وغيرها، وهو لا ينتج ما يقابل ذلك، فيكون الفرد عالة وحملا ثقيلا على اقتصاد الأمة.