للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآيات الكثيرة الدالة على مشروعية الصناعة، وامتنان الله على عباده بتعليمهم ذلك.

ومن السنة: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرماية وحثه عليها، والرماية لا تكون إلا بالصناعة، من ذلك ما جاء في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على المنبر يقول: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة. ألا إن القوة الرمي. ألا إن القوة الرمي. ألا إن القوة الرمي (١)»، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه السابق: «من علم الرمي ثم تركه فليس منا (٢)» أو "قد عصى". ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، والممد به. وقال: ارموا واركبوا، ولأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا (٣)».

فقد سوى النبي صلى الله عليه وسلم بين صانع السهم المحتسب وبين المجاهد الذي يطلق السهم في الأجر، وهذا


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الإمارة) باب (٥٢) فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه (٣/ ١٥٢٢).
(٢) نفس موضع الحديث السابق في صحيح مسلم.
(٣) أخرجه الترمذي في سننه (كتاب فضائل الجهاد) باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله (٤/ ١٧٤) والنسائي في سننه (كتاب الجهاد) ثواب من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل (٦/ ٢٨) وقال عنه الترمذي: حديث حسن صحيح.