أ- العجز في التقنية والفنيات: هو أشد وأخطر العقبات التي يحتاج تذليلها إلى وقت طويل، وقد تمضي الأجيال وراء الأجيال دون أن تذلل هذه العقبة.
إلا أنه إذا وجدت نواة لخبراء التقنية والفنيات، وأمكن أن يطمئن إليهم في التعليم والتدريب المتقن، ووجد رجال صادقون جادون في إدارة هذه الأعمال، والقوامة عليها، فقد يسهل الأمر ولا يطول تذليل هذه العقبة. والسبيل إلى ذلك استخدام ثنائية عمل الخبراء والفنيين جمعا بين العمل والتدريب، وهو ما أسميه منهج مضاعفة الكفاءات، فيلحق بكل فني، وبكل خبير، مجموعة محدودة من أصحاب الذكاء والفطنة، ليرافقوه مدة معينة قد تطول وقد تقصر حسب المهمة المطلوبة منهم، فيتخرجوا على يديه تدريسا نظريا إن أمكن، وتدريبا عمليا، وممارسة فعلية تحت إشراف وتوجيه هذا الخبير أو ذاك الفني.
ويكون مسئولا عن تحصيلهم المتقن، وقدرتهم التامة على الممارسة الفعلية، والقيام بمهمة العمل الذي يتدربون عليه بإتقان وأمان، ويشجع الخبراء والفنيون بطريقة تدفع بهم إلى التنافس والتعاون فيما بينهم.
وهذا من أنفع السبل في توفير خبراء التقنية والفنيات، وسوف يوجد بين هؤلاء الأذكياء المهرة من يفوق معلمه