أما ماذا يعلمون؟ فيخضع لطبيعة عملهم، وما يطلب منهم تحقيقه، وما يعلمون وما يجهلون. فيزودون من العلوم والهندسة وخصائص التقنيات والفنيات بما تنمو به عقولهم، وتعلو به قدراتهم، حسب اختصاص كل مجموعة، وقدراتها العقلية، بما يضمن الإدراك والإفادة منه في رفع مستوى الإنتاج، وإنهاء كثير من الإشكالات الفنية والتقنية التي تواجه العاملين.
وإنه لمن الأهمية بمكان فيما يعلم أن تلقى عليهم دروس ومحاضرات تبين حقيقة العمل وأهميته في الإسلام، ترسم أهدافه، وتعرض ثمراته العاجلة والآجلة، لترتفع المعنويات، وتعلو الهمم، وتنجلي السامة والكابة، وبذلك يتميز العامل المسلم بنشاطه وتطلعاته عن العامل الكافر.
وليس هذا التعليم بالأساس الذي يقوم عليه العمل، وإنما هو زيادة عن حد الكفاية، لرفع الكفاءة، والقدرة، وشحذ الهمة، لنرقى بالعمل إلى أعلى الدرجات عند المسلمين.
٢ - التدريب المستمر: أريد بالتدريب هنا تطبيق ما علم من أفكار وعلوم، وتقنيات، وفنيات في التعليم السابق، لنرقى في سلم الإتقان الذي لا نهاية له. فكل ما علمناه للعاملين سابقا نطبقه لهم حاضرا، ليكون عمل بعد علم، فخير العاملين هم العالمون.
٣ - تثقيف العمال تقنيا: المراد بالتثقيف التقني هنا هو إلمام العامل بجميع أجهزة وآلات المصنع أو المعمل الذي يعمل فيه، وبالمهمة الفنية لكل جهاز، وآلة؛ ليربط بين عمل أجهزة الإنتاج، للإحاطة العامة بمراحل الإنتاج. وهذا أمر مهم للغاية؛