للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نائم همته، إما خوفا وفزعا من النار، أو رجاء وطمعا في الجنة، ومن لا تحركه جنة ولا نار، فهم أموات غير أحياء. هذا هو الأصل في الإنسان.

وقد يتحرك الإنسان وينشط بدافع ضرورات الحياة من مأكل، ومشرب، ومسكن، ومركب، وملبس. لكنها حركة ظاهرة شكلية لا تلبث أن تموت.

وقد يتحرك الإنسان حركة داخلية حية عميقة، هي حركة الإيمان بالله واليوم الآخر، وهي أعلى الحركات، وأعظم علامات الحياة، حركة ذات همة وعزيمة، لا تخمد ولا تطفأ ما بقي في الإنسان أثر من حياة.

والعمل أي عمل يحتاج إلى صبر وتحمل لا يفتر، فهو معي ومرهق في الظروف المعتادة، فضلا عن ظروف الإنسان الكثيرة غير المعتادة. فإذا لم يكن الإنسان ذا همة عالية، وعزيمة صادقة، وإيمان قوي، ويقين ثابت بأن عمله لله، فقد يفقد الصبر والتحمل يوما من الأيام، فتخور عزيمته، وينفذ صبره، ويضعف جهده؛ لذا يجب تقوية إيمان العاملين بكل وسيلة، ورفع هممهم باحتساب العمل لله، لتقوى عزائمهم، ويقدروا على الصبر والتحمل.

كما أنه من الضروري لرفع قدرات العاملين أن نجعل لهم حوافز ومغريات تشد من أزرهم، وتدفع بهم إلى العمل بصبر وتحمل، ورغبة. وحوافز العمل ومغرياته كثيرة، ومختلفة باختلاف رغبات وتطلعات ونفسيات العاملين. وهذا الاختلاف في الرغبات والتطلعات والنفسيات، وغيرها، يستفيد منها مدير