للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه بمجرد الهوى، فهو قول باطل من أصله كسائر دعوات الضلال الباطلة في مختلف العصور.

وهذا الرأي لا يستحق العرض، ولا المناقشة، ولا النظر فيه، لسقوطه، وعدم اعتباره، وقد كبته الله والحمد لله. ولكن حيث إن الكلام هنا عن العمل والعمال في عصرنا الذي عم فيه الجهل بأحكام الشرع، وقل من يسأل عنها فضلا عن أن يتعلمها، وقد تلتبس هذه الدعوى على بعض الناس فيظنونها يوما من الأيام حقا يقوم على أدلة شرعية، وذلك لبعد كثير من الناس عن الحق، وعن أدلة الشرع، وعدم قدرتهم على البحث للتحقق من صحة هذا القول أو فساده. لهذا كله ذكرت هذه المسألة من باب الحيطة، ودفع الالتباس عن الناس، وحتى الجهاد الذي هو من ألزم الأعمال للإسلام لم يبح الله ترك الصلاة فيه، بل نظمت صلاة الخوف لتؤدى على وجهها. ونصوص الكتاب والسنة صريحة في رد هذا القول وإبطاله.

فمن الكتاب:

١ - قول الله تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ} (١).

٢ - وقوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (٢) ففي


(١) سورة الأنعام الآية ١١٩
(٢) سورة الأنعام الآية ١٤٤