للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هاتين الآيتين رد لكل قول أو فعل لا يعتمد على دليل من كتاب الله أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو قواعد الشرع. ومن ذلك القول بترخص العمال في شيء من الفرائض بسبب العمل.

٣ - قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} (١) {مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢) وصف الله تعالى من يقول على الله بغير علم أنه كاذب مفتر خائب مقبل على عذاب أليم. ومن يقول بترخص العمال قائل على الله بغير علم، فهو كذلك.

٤ - قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (٣) من يقول بترخص العمال في شيء من الفرائض بسبب العمل لا يعتمد في قوله هذا على أي دليل شرعي، فهو قائل على الله بغير علم، ومشرع بمجرد الهوى والمصالح الدنيوية، فهو كمن جعل هواه مصدر تشريع مع الله، تعالى الله علوا كبيرا.

ومن السنة: تدل أحاديث كثيرة على تحريم الابتداع في الدين، والقول على الله بغير علم، نقتصر منها على حديث واحد، عظيم جامع، في إبطال كل قول أو عمل لا يعتمد على أصل شرعي، وهو حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحدث في أمرنا هذا ما


(١) سورة النحل الآية ١١٦
(٢) سورة النحل الآية ١١٧
(٣) سورة الشورى الآية ٢١