٢٦ - من الأعمال ما هو محرم، والأعمال المحرمة كثيرة، مادية، وفكرية. فمن الماديات ما يكون في الزراعة، والصناعة، والتجارة، وغيرها، ومن الفكريات، كل عمل فكري يضر بالمسلمين أو أي جانب من حياتهم، سواء كان ذلك عن طريق الكتب، أو المجلات، أو المحاضرات، أو غير ذلك.
٢٧ - لا يترخص العمال في شيء من فرائض الله بسبب العمل، ودعوى الترخص باطلة لا أصل لها.
دعوة ووصية: يعلم إخواني من طلبة العلم والمهتمين بأمور المسلمين ما للعمل من شأن وخطورة في حياة الناس، وما يؤدي إليه تركه من مفاسد عظيمة لا تحصى، وما ينتج عن إقامته على الوجه الشرعي من مصالح وعزة، ورفعة للإسلام والمسلمين.
لذا فإنني أدعو إخواني من طلبة العلم من أهل الدراية والفكر، وأوصيهم بأن يهتموا بالعمل، وأن يدرسوا حقيقة أمره في كل جانب، ليضعوا الحلول المناسبة لمشكلاته، وليقيموا أمره، ويحموه من تطرق الآفات القاضية عليه وعلى أهله، وليبينوا حلاله من حرامه، فطلبة العلم هم أقدر الناس على ذلك، وعليهم تقع المسؤولية.
كما أوجه الدعوة إلى جامعات المسلمين كافة، كل بحسب اختصاصه، بأن يهتموا بأمر العمل عند المسلمين، وأن يخصوه بدراسة جادة متميزة، وأن يكلفوا من لديه القدرة ببحث مسائله وجزئياته، تحقيقا، ونقدا، وتطويرا، وتحليلا، وتحريما؛ ليعلم الناس حقيقة أمره، وعظيم خطره وشأنه، فيأخذوه بعين الجد والحزم. والله المستعان على ذلك.