ونوح عليه السلام لم يستطع إنقاذ ابنه من الغرق؛ لأنه عمل غير صالح تراجع. ولوط عليه السلام كانت زوجته مع القوم الفاسقين، فأصابها ما أصابهم من العذاب تراجع. وابنا آدم غلبت على أحدهما الشقاوة، وحق عليه قدر الله سبحانه فأقدم على أول ذنب عصي الله به على وجه الأرض بسفك الدم الحرام عندما قتل أخاه حسدا على أن تقبل الله منه، قربانه- صدقته- لأنها من جيد ماله، وهو لم تقبل منه، لأنه اختار الرديء، والله سبحانه يتقبل من المتقين ومن هذه النماذج، التي مرت بأنبياء الله، واهتمامهم بالدعوة إلى الله بدءا بالأقرب من ولد وأهل وعشيرة، وقوم، وغيرهم، الأقرب فالأقرب، يبين الله سبحانه للعباد في القرآن الكريم الذي جاء فيه نبأ الأولين والآخرين من أفراد وأمم، وما كانت حالهم عليه، وحال دعوتهم إلى دين الله، وفق المنهج التعليمي لمناهج الدعوة: بأنها أمر إلزامي على كل قادر عليها، عالم فيما يدعو إليه، عالم فيما ينهى عنه، لأن الذمة لا تبرأ إلا بأداء هذه الأمانة بصدق وإخلاص، وأن تكون هذه الدعوة، بالرفق واللين، مع الحلم والصبر، واستيعاب ما عند المدعوين من شبهات وشكوك، بما يحرك الضمائر، ويلامس أوتار القلوب