للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكريمة: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (١) {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (٢). أمرا بإظهار دينهم، ذلك أن أعداء الله تجمعوا، وأرادوا القضاء على المسلمين، واستئصالهم، انتصارا لباطلهم، وتعصبا للحق، وخوفا من اتساع نطاق الدعوة، بعد أن تكاثر عدد المسلمين في المدينة بعد الهجرة.

ثم جاءت الآيات في كتاب الله للوقوف أمام قوة الكافرين بقوة مؤيدة من الله آمرة بالجهاد لنشر الدعوة بالقوة، والتصدي لقوات الأعداء، فقال سبحانه: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (٣). ونزلت سورة محمد -التي يسميها بعضهم سورة القتال- وفيها الأمر بمجاهدة الكفار، لقمع شوكتهم، والقضاء على رؤوس الفتنة المتصدية للدعوة إلى دين الله الحق، الذين يريدون إطفاء نور الله وإسكات صوت الحق، يقول سبحانه:


(١) سورة الحج الآية ٣٩
(٢) سورة الحج الآية ٤٠
(٣) سورة الحج الآية ٧٨