للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واقض ما سبقك (١)». .

غير أنه لو ركب فلا بأس بذلك وعلى وجه الخصوص إذا كان من أهل الأعذار أو كان المصلى بعيدا يخشى أن تفوته الصلاة أو بعض منها إذا ذهب إليها ماشيا.

ومن السنة أنه إذا خرج من طريق رجع من طريق آخر، لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج يوم العيد في طريق رجع من غيره (٢)»، ولما روي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا خرج إلى العيدين سلك على دار سعيد بن أبي العاص، ثم على أصحاب الفساطيط، ثم انصرف في الطريق الآخر. . .

واختلف في تفسير الحكمة من ذهاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من طريق وعودته من طريق آخر، فقيل: إنه من أجل السلام على أهل الطريقين، وقيل: لينال بركته أهل الطريقين، وقيل: إنه من أجل حاجة المحتاج من أهل الطريقين، وقيل: إنه من أجل إظهار شعائر الإسلام في سائر الفجاج والطرق، وقيل: إن المقصود من ذلك هو إغاظة المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله وقيام


(١) أخرجه البخاري، ج١، ص٢١٨، في كتاب (الجمعة) باب: المشي إلى الجمعة، ومسلم، ج١، ص٤٢١، في كتاب (المساجد) باب. استحباب إتيان الصلاة بوقار واللفظ له
(٢) أخرجه الترمذي، ج٢، ص٤٢٤، في كتاب (أبواب الصلاة) باب: ما جاء في خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى العيد.