شعائره، وقيل: بل من أجل طلب زيادة الحسنات وحط الخطيئات؛ لأنه بكل خطوة يخطوها المسلم إلى المسجد أو المصلى ترفع له بها درجة وتحط بها عنه خطيئة، ويشهد لذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة (١)». .
هذه التفسيرات لحكمة خروج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من طريق وعودته من طريق آخر تفسيرات مقصودة أصلا في الإسلام الذي يسعى دائما وأبدا لتحقيقها في واقع المسلمين في كل زمان ومكان، فما المانع أن تكون جميعها مرادة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا سيما أنه القدوة الحسنة لأمته؟ هذا ما أظنه أنه مراد لصاحب الشريعة -صلى الله عليه وسلم- والله تعالى أعلم.
ولا شك أن خروج المسلمين وشهودهم صلاة العيد على الوجه الذي أراده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مظهر من مظاهر العيد عند المسلمين، ومن دينهم الذي ارتضاه الله لهم، ولذلك فإنه إذا غم العيد عليهم فلم ينكشف لهم إلا بعد خروج وقت الصلاة لزمهم الإفطار وجوبا إذا كانوا صواما، والخروج إلى المصلى من غد،
(١) أخرجه مسلم، ج١، ص٤٦٢ في كتاب (المساجد) باب: المشي إلى الصلاة، واللفظ له، والبخاري، ج١، ص١٥٨، في كتاب (الأذان) باب: فضل صلاة الجماعة