للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين. قال تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} (١). وإمام كل شيء قيمه والمصلح له، وأم القوم في الصلاة، أي تقدمهم فاقتدوا به في صلاتهم (٢).

فالإمامة مشتقة من الأم، وهو القصد، وتطلق على الخلافة، وما يقوم مقامها من الملك والرئاسة، وعلى إمامة الناس في الصلاة، وكذلك على العالم المقتدى به (٣)، ولذلك فهي ذات شأن عظيم وقدر كبير في الإسلام. وتعرف في الصلاة بأنها: ربط صلاة المؤتم بالإمام (٤) وعليه لا يعتبر الإمام إماما ما لم يربط المؤتم صلاته بصلاته، ويدل عليه الحديث المتفق عليه: «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإن صلى قائما فصلوا قياما (٥)». . . ".

وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الذي يؤم الناس في الصلاة والجهاد وغيرهما، وكذلك الأمراء الذين استعملهم -صلى الله عليه وسلم- على البلدان والغزوات كانوا يؤمون الناس في الصلوات، وقد جرت


(١) سورة الإسراء الآية ٧١
(٢) ابن منظور، المرجع السابق، ج ١، ص ١٣٢، ١٣٣.
(٣) عبد المحسن المنيف، في أحكام الإمامة الائتمام في الصلاة، ص ٦٢.
(٤) انظر الدر المختار، المطبوع على حاشية ابن عابدين ج١، ص ٥٤٩.
(٥) أخرجه البخاري، ج١، ص١٠٠، في كتاب (الصلاة) باب: الصلاة في السطوح والمنبر والخشب، ومسلم ج١، ص ٣٠٣ في كتاب (الصلاة) باب: التشهد في الصلاة.