للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفاتحة سورة (ق) وسورة القمر اقتربت الساعة وانشق القمر (١)، لما رواه عبيد الله بن عبد الله «أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بسورة (ق) والقرآن والمجيد، وسورة القمر (٢)». وفي الرواية الثالثة عند الحنابلة وقول الحنفية: إنه ليس هناك سورة متعينة للاستحباب دون غيرها في صلاة العيدين، فأي سورة قرأ جاز ذلك (٣). ويتأيد هذا القول بالحديثين السابقين، وذلك أنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول: «أنه قرأ سبح اسم ربك الأعلى، والغاشية (٤)» وفي الحديث الثاني: «أنه قرأ (ق) واقتربت الساعة (٥)». وهذا يدل على عدم تعين سورة بذاتها في صلاة العيدين، وعليه فإنه يستحب لمن يؤم الناس في صلاة العيدين أن يتخير مما قرأ به الرسول صلى الله عليه وسلم في العيدين ما يناسب موضوع الخطبة ويدل عليها سواء كانت سورة أو بعض آيات من سورة، والله تعالى أعلم.


(١) الزركشي، شرح الزركشي، ج ٢، ص ٢٢١، والنووي، المجموع، ج ٥، ص ١٦.
(٢) أخرجه مسلم، ج ١، ص ٦٠٧، كتاب (الصلاة) باب: ما يقرأ به في صلاة العيد، وأبو داود، ج ١، ص ٦٨٣، كتاب (الصلاة) باب ما يقرأ في الأضحى والفطر، والنسائي، ج ٢ ص ٤١٥، أبواب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في العيدين، وابن ماجه، ج ١، ص ٤٠٨، كتاب (إقامة الصلاة) باب ما جاء في القراءة في العيدين.
(٣) الزركشي، شرح الزركشي، ج ٢، ص ٢٢١، والسرخسي، المبسوط، ج ٢ ص ٤٠.
(٤) صحيح مسلم كتاب الصلاة (٣٩٨)، سنن النسائي الافتتاح (٩١٧)، سنن أبو داود الصلاة (٨٢٨)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٢٦).
(٥) صحيح مسلم صلاة العيدين (٨٩١)، سنن الترمذي الجمعة (٥٣٤)، سنن النسائي صلاة العيدين (١٥٦٧)، سنن أبو داود الصلاة (١١٥٤)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٢٨٢)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢١٩)، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٣٣).