للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعطي، وإنما هي حق مفروض له: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} (١) {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (٢)، فرضه الله تعالى للفقراء والمساكين في أموال الأغنياء التي جعلهم مستخلفين فيها، قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (٣)، وقال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٤)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان (٥)».

فالزكاة أحد مباني الإسلام ودعائمه العظام التي لا يمكن أن يكون الإنسان مسلما إلا بالإيمان بوجوبها وأدائها إلى مستحقيها. قال الدكتور محمد عمر شابرا: " لقد تضمن الإسلام في بنية معتقداته ترتيبا للمساعدة الاجتماعية يساهم فيه كل فرد حسب قدرته، وذلك لتحقيق ما يتوخاه الإسلام من أخوة حيث يتمتع كل فرد بالكرامة والرعاية من جراء كونه خليفة وعضوا في الأمة " (٦).


(١) سورة المعارج الآية ٢٤
(٢) سورة المعارج الآية ٢٥
(٣) سورة التوبة الآية ١٠٣
(٤) سورة التوبة الآية ٦٠
(٥) أخرجه البخاري، ج ١، ص ٨ في كتاب (الإيمان) باب: قول النبي صلي الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس، ومسلم ج ١، ص ٣٣ في كتاب (الإيمان) باب: أركان الإسلام ودعائمه العظام.
(٦) في كتابه (الإسلام والتحدي الاقتصادي) ص ٣٣٠ طبعة المعهد العالمي للفكر الإسلامي عام ١٤١٦ هـ.