للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا شك أن الأصل منها هو مواساة الأغنياء للفقراء والمساكين في يوم عيدهم العظيم وكفهم عن المسألة فيه بإغنائهم بهذه الصدقة، فيتفرغ الجميع للاحتفال بهذه المناسبة الكبيرة، تعمهم السعادة والفرح والسرور وتجمعهم المحبة والإخاء في الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (١) بالإضافة إلى أن هذه الصدقة تطهر وتغسل وتمحص الذنوب التي تكون قد لحقت بالصائم خلال صومه، بسبب اللغو والفحش، فتعوض وتكمل ما يكون قد نقص من أجره، فيخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، إضافة إلى أن أداء الزكاة فيه اعتراف بفضل الله تعالى ونعمه الكثيرة، ومنها نعمة توفيقه سبحانه للصائمين على إكمالهم صيام وقيام شهر رمضان المبارك، ثم إنها فوق ذلك كله امتثال لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي مما تعبد الله بها الإنسان. وهذا يظهر من قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات (٢)».


(١) سورة الحجرات الآية ١٠
(٢) أخرجه أبو داود، ج ٢، ص ٢٦٢ في كتاب (الزكاة) باب: زكاة الفطر، وابن ماجه ج ١، ص ٥٨٥ في كتاب (الزكاة) باب: صدقة الفطر.