للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتهاون في أمر القرآن، والأصل أن المسلم حريص كل الحرص على كتاب ربه.

التاسع: لا بأس بقراءة القرآن في أحوال الإنسان ماشيا أو راكبا أو مضطجعا، فعن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة، يقرأ وهو يرجع (١)» أخرجه البخاري.

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتكئ في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن (٢)».

وجاء عن عائشة رضي الله عنها أنها تقرأ حزبها وهي مضطجعة على السرير.

وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "إني أقرأ القرآن في صلاتي وأقرأ على فراشي".

العاشر: الواجب على المسلمين الائتلاف على القرآن حال قراءته والحذر من المنازعة والافتراق، ففي البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه (٣)» وهذا لئلا يقع النزاع والخلاف ومن ثم الافتراق.

الحادي عشر: مما يتأكد العناية به سجود التلاوة، والجمهور على استحبابه؛ لورود الأمر به، وقالوا: مستحب؛


(١) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠٤٧)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٩٤)، سنن أبو داود الصلاة (١٤٦٧).
(٢) صحيح البخاري الحيض (٢٩٧)، صحيح مسلم الحيض (٣٠١)، سنن النسائي الحيض والاستحاضة (٣٨١)، سنن أبو داود الطهارة (٢٦٠)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (٦٣٤)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٠٤).
(٣) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠٦٠)، صحيح مسلم العلم (٢٦٦٧)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣١٣)، سنن الدارمي فضائل القرآن (٣٣٦١).