للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخطاب رضي الله عنه قوله: كفى بالموت واعظا يا عمر (١).

عصر الصحابة متميز عن سائر العصور:

كان عصر الصحابة رضي الله عنهم متميزا عن العصور التي خلفته فلم يعرف أهله البدع ولا الخرافات والضلالات؛ وذلك لصفاء عقيدتهم المستمدة من الكتاب العظيم والسنة المطهرة، فعهد الصحابة كان عهدا مثاليا في تطبيق الإسلام والالتزام بشرع الله القويم والتمسك بدينه الحنيف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية. " والمقصود أن الصحابة رضوان الله عنهم لم يطمع الشيطان أن يضلهم كما أضل غيرهم من أهل البدع الذين تأولوا القرآن على غير تأويله، أو جهلوا السنة، أو رأوا وسمعوا أمورا من الخوارق، فظنوها أنها من جنس آيات الأنبياء (أي المعجزات) وكانت من أفعال الشياطين، كما أضل النصارى وأهل البدع بمثل ذلك. فهم يتبعون المتشابه ويدعون المحكم، وكذلك يتمسكون بالمتشابه من الحجج العقلية والحسية، فيسمع ويرى أمورا فيظن أنه رحماني وإنما هو شيطاني، فيتركون البين الحق الذي لا إجمال فيه. وكذلك لم يطمع الشيطان أن يتمثل في صورته ويغيث من استغاث به أو يحمل إليهم صوتا يشبه صوته؛ لأن الذين رأوه علموا أن هذا شرك لا يحل. ولهذا أيضا لم يطمع فيهم أن يقول أحد منهم


(١) نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، ص ٤٢٥، ج١.