للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لضعف البصائر وغلبة العوائد، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " فإن من لم يعرف الشرك وما ذمه القرآن وعابه وقع فيه وهو لا يدري " (١) اهـ.

أقوال العلماء في المسألة:

قال الشيخ عبد الله بن محمد التميمي رحمه الله: والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بزيارة القبور؛ لأنها تذكر الآخرة، وأمر الزائر أن يدعو لأهل القبور ونهاه أن يقول هجرا، فهذه الزيارة التي أذن الله بها لأمته وعلمه إياها، وهل تجد فيها شيئا مما يعتمده أهل الشرك والبدع، أم تجدها مضادة لما هم عليه من كل وجه؟ وما أحسن ما قال الإمام مالك: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. ولكن كلما ضعف تمسك الأمم بعهود أنبيائهم عوضوا عن ذلك بما أحدثوه من البدع والشرك. . . إلى أن قال: وبالجملة فالميت قد انقطع عمله فهو محتاج إلى من يدعو له ولهذا شرع في الصلاة عليه من الدعاء ما لم يشرع مثله للحي. ومقصود الصلاة على الميت الاستغفار له والدعاء له، وكان صلى الله عليه وسلم يقف على القبر بعد الدفن فيقول: «سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل (٢)».


(١) رسالة البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد في عقائد التوحيد ص ١٣، ١٤، وص ٣١، ٣٢.
(٢) سنن أبو داود الجنائز (٣٢٢١).