يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال: ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل» فلما خرجنا من عند أنس، قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا الحسن - وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثنا بما حدثنا أنس بن مالك، فأتيناه وسلمنا عليه فأذن لنا، فقلنا له: يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك، أنس بن مالك، فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة، فقال: هيه، فحدثناه بالحديث، فانتهى إلى هذا الموضع، فقال: هيه. فقلنا: لم يزد لنا على هذا، فقال: لقد حدثني- وهو جميع منذ عشرين سنة، فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا، فقلنا: يا أبا سعيد فحدثنا، فضحك وقال: خلق الإنسان عجولا، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم، حدثني كما حدثكم به، قال: «ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك،