للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي (١)».

ومنها حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرت بين الشفاعة، أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة؛ لأنها أعم وأكفى، أترونها للمتقين؛ لا ولكنها للمتلوثين الخطائين (٢)».

فهذه الأحاديث وغيرها تدل على ثبوت هذه الشفاعة، وقد اتفق أهل السنة والجماعة، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وسائر أئمة المسلمين على قبول ما جاء فيها، ولم ينكرها إلا أهل البدع والأهواء من الخوارج والمعتزلة وغيرهم.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " أجمع


(١) أخرجه أبو داود في سننه (٥/ ١٠٦) (كتاب السنة) باب في الشفاعة، والترمذي في سننه (٤/ ٦٢٥) (كتاب صفة القيامة) (باب ١١ منه) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والإمام أحمد في مسنده (٣/ ٢١٣) والحاكم في المستدرك (١/ ٦٩) وقال. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ. وصححه الحافظ ابن كثير في تفسيره (١/ ٤٨٧)
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢/ ٧٥) والبيهقي في كتاب الاعتقاد ص (٢٠٢) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٦/ ١١٠٤). قال المنذري. رواه أحمد والطبراني، وإسناده جيد. الترغيب والترهيب (٤/ ٤٤٨) وقال الهيثمي. رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد، وهو ثقة، مجمع الزوائد (١٠/ ٣٧٨).