للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدخلها (١)، فعندهم: " أن من دخل النار فليس بخارج منها " (٢).

ولم ينفوا الشفاعة لأهل الثواب في زيادة الدرجات (٣)، كما لم ينكروا الشفاعة العظمى (٤).

يقول ابن المنير في تعليقه على الزمخشري مبينا مذهبه الاعتزالي في ذلك: " ما أنكرها -أي الشفاعة- القدرية إلا لإيجابهم مجازاة الله تعالى للمطيع على الطاعة وللعاصي على المعصية إيجابا عقليا على زعمهم، فهذه الحالة في إنكار الشفاعة نتيجة تلك الضلالة " (٥).

وقد أنكر الخوارج الشفاعة في أهل الكبائر في آخر عصر الصحابة، وأنكرها المعتزلة في عصر التابعين، وقالوا بخلود من دخل النار من عصاة الموحدين، الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويشهدون أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويصومون رمضان، ويحجون البيت الحرام، ويسألون الله الجنة، ويستعيذون به من النار في كل صلاة ودعاء، غير أنهم ماتوا مصرين على


(١) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ١١٦).
(٢) كتاب الشريعة للآجري ص (٣٣١) وانظر. مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري (١/ ١٦٨، ٣٣٤).
(٣) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ١١٦) وانظر: شرح النووي لصحيح مسلم (٣/ ٣٥).
(٤) الكشاف للزمخشري (٣/ ٣٦٦).
(٥) الإنصاف على هامش الكشاف (١/ ١٥٢).