للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معصية عملية، عالمين بتحريمها، معتقدينه، مؤمنين بما جاء فيه من الوعيد الشديد، فقضوا بتخليدهم في جهنم مع فرعون وهامان وقارون (١).

وقد اشتهر عندهم أن أهل الكبائر لا يغفر الله تعالى لهم، ولا يخرجهم من النار بعد أن يدخلوا، لا بشفاعة ولا غيرها (٢)، فمن دخل جهنم يخلد فيها؟ لأنه إما كافر، وإما صاحب كبيرة ومات بلا توبة (٣).

يقول القاضي عياض رحمه الله تعالى: " مذهب أهل السنة جواز الساعة عقلا وتحققها سمعا بصريح قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} (٤) وقوله: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} (٥)، وأمثالهما، وبخبر الصادق صلى الله عليه وسلم، وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحتها في الآخرة لمذنبي المؤمنين، وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السنة عليها، ومنعت الخوارج والمعتزلة منها، وتأولت الأحاديث الواردة فيها، واعتصموا بمذاهبهم في تخليد المؤمنين في النار محتجين بقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} (٦)،


(١) انظر: معارج القبول للحكمي (٢/ ٢٥٦).
(٢) مجموع الفتاوى لابن تيمية (١/ ٣١٨).
(٣) لوامع الأنوار (٢/ ٢١٧)، وانظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٤٥، ١١٤، ١١٥).
(٤) سورة طه الآية ١٠٩
(٥) سورة الأنبياء الآية ٢٨
(٦) سورة المدثر الآية ٤٨