للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} (١) وهذه الآيات في الكفار، أما تأويلهم أحاديث الشفاعة بكونها في زيادة الدرجات وإجزال الثواب فباطل، وألفاظ الأحاديث صريحة في بطلان مذهبهم وإخراج من استوجب النار " (٢).

وقد أنكر الصحابة رضي الله عنهم ذلك عليهم، وحدثوهم بما سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.

ومما يدل على إنكار الصحابة رضي الله عنهم ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي عاصم، قال: حدثني يزيد الفقير قال: كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج، ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم -جالس إلى سارية- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإذا هو قد ذكر الجهنميين، قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله، ما هذا الذي تحدثون؟ والله يقول: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} (٣) و {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (٤)، فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال:


(١) سورة غافر الآية ١٨
(٢) إكمال المعلم (٣/ ٨٦٢)، وانظر. شرح صحيح مسلم (٣/ ٣٥).
(٣) سورة آل عمران الآية ١٩٢
(٤) سورة السجدة الآية ٢٠