للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول الله تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} (١).

قال القاضي عبد الجبار: " تدل الآية على نزول العذاب بكل مجرم، وعلى أنه لا مخلص له ذلك اليوم من العذاب، لأنه لو خلص منه بشفاعة أو غيرها لما جاز أن يوصف بهذه الصفة التي تقتضي القياس من التخلص من العقاب " (٢).

وقول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (٣).

قال القاضي عبد الجبار مبينا وجه الاستدلال بهذه الآية على مذهبهم: "إن من جاءه العذاب لا يكون له ناصر، وفي هذا إبطال القول بالشفاعة " (٤).

ونرد على شبههم بأن نقول: إن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان وسائر الأئمة يقرون بما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تبين أن الله سبحانه وتعالى يخرج من النار قوما من عصاة المؤمنين بعد أن يعذبهم، يخرجهم بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخرج آخرين


(١) سورة المعارج الآية ١١
(٢) متشابه القرآن ص (٦٦٥).
(٣) سورة الزمر الآية ٥٤
(٤) متشابه القرآن ص (٥٩٧).