للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بشفاعة غيره، ويخرج قوما بلا شفاعة (١).

كما هو معتقد أهل السنة والجماعة في أهل الكبائر إذا ماتوا على الإيمان أنهم لا يخلدون في النار.

وذلك لأن أهل السنة لا يكفرون مرتكب الكبيرة كالخوارج، ولا يخرجونه من الإيمان كالمعتزلة، بل إن مرتكب الكبيرة عندهم مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فلا يعطى الاسم المطلق، ولا يسلب مطلق الاسم (٢) وأنه في الآخرة إن مات من دون توبة فهو تحت مشيئة الله تعالى.

قال الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى مقررا ذلك: " ويعتقد أهل السنة أن المؤمن وإن أذنب ذنوبا كثيرة، صغائر وكبائر؛ فإنه لا يكفر بها، وإن خرج عن الدنيا غير تائب منها، ومات على التوحيد والإخلاص فإن أمره إلى الله عز وجل: إن شاء عفا عنه، وأدخله الجنة يوم القيامة، سالما غانما، غير مبتلى بالنار، ولا معاقب على ما ارتكبه واكتسبه، ثم استصحب إلى يوم القيامة من الآثام والأوزار، وإن شاء عاقبه وعذبه مدة: بعذاب النار، وإذا عذبه لم يخلده فيها، بل أعتقه منها إلى نعيم


(١) تقدم ذكر الأحاديث ضمن الفصل الثاني.
(٢) انظر: العقيدة الواسطية لابن تيمية (١٦، ١٧).