للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في أهل الكبائر، وذكرنا هناك أنه قد أخرجه جمع من أصحاب السنن والمسانيد عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وأن بعض أئمة الحديث قد نصوا على صحته.

وأما دعوى المعتزلة عدم الاحتجاج بأحاديث الآحاد، وأنها لا تفيد العلم ولا سيما في أمور العقائد؟ فهذه من المسائل التي خالف فيها المعتزلة وغيرهم أهل السنة والجماعة.

فإن أهل السنة والجماعة يرون الاحتجاج بأخبار الآحاد في أمور العقائد والأحكام، وأنها تفيد العلم، ولا يفرقون بين الخبر المتواتر وخبر الآحاد إذا كان صحيحا ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى: " وبهذا تعلم أن ما أطبق عليه أهل الكلام ومن تبعهم أن أخبار الآحاد لا تقبل في العقائد ولا يثبت بها شيء من صفات الله -زاعمين أن أخبار الآحاد لا تفيد اليقين وأن العقائد لا بد فيها من اليقين- باطل، لا يعول عليه، ويكفي من ظهور بطلانه أنه يستلزم رد الروايات الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد تحكيم العقل " (١).

وقد بحث عدد من علماء أهل السنة والجماعة هذه المسألة فبسطوا الأدلة فيها، وردوا على المخالفين.


(١) مذكرة أصول الفقه ص (١٠٥).