للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورسوله، وذم المشركين عليها وكفرهم بها " (١).

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى موضحا وجه كون الشفاعة المنفية في القرآن الكريم هي الشفاعة الشركية: " الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس، ويفعلها بعضهم مع بعض، ولهذا يطلق نفيها تارة، بناء على أنها هي المعروفة المشاهدة عند الناس، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه، فإنه هو الذي أذن، والذي قبل، والذي رضي عن المشفوع، والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله: فمتخذ الشفيع مشرك، لا تنفعه شفاعته، ولا يشفع فيه، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده، ويطلب رضاه، ويتباعد من سخطه، هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه " (٢).

أما ظنهم وزعمهم أن من يعظمون تحصل لهم الشفاعة عند الله تعالى فهو لا دليل عليه، بل هو مخالف للشرع والعقل. وعلى أي حال فإن شفعاءهم المزعومين إما أن تكون أصناما أو تماثيل لا نفع فيها ولا ضر، كما قال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ} (٣).


(١) مجموع الفتاوى (١/ ١٥١).
(٢) إغاثة اللهفان (١/ ٢٢٢).
(٣) سورة الفرقان الآية ٥٥